الكوس: مشروع جمع البيانات يضمن سرية المعلومات التي يقدمها الناشرون.
نظّمت جمعية الناشرين الإماراتيين أمس الأول ورشة عمل بالتعاون مع مجموعة "نيلسن" العالمية لقياس وتحليل البيانات، تناولت أهمية البحوث والمعلومات في مساعدة الناشرين العاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز الكفاءات الإدارية والتجارية لأعمالهم وتطويرها.
وتأتي الورشة، كخطوة أولية في مشروع جديد تعمل عليه جمعية الناشرين الإماراتيين لتطوير قاعدة بيانات كاملة عن سوق النشر الإماراتي باعتباره أحد أهم أسواق النشر في المنطقة والعالم، وذلك باستخدام برامج حديثة متخصصة بجمع وتنظيم البيانات بما يواكب التطور المتسارع الذي شهدته صناعة النشر في الدولة على مدى الأعوام الخمسة الماضية.
وتم خلال الورشة تعريف مجموعة "نيلسن" التي ستنجز المشروع بالناشرين في الدولة، وكذلك إطلاع الناشرين بمتطلبات الدراسة التي تعمل عليها المجموعة لتسهيل عملية البحث عن البيانات.
وحضر الورشة35ناشراً ومتخصصاًفي صناعة النشر، في "مدينة الشارقة للنشر"، أول منطقة حرة للنشر والطباعة في العالم، حيث تعرفوا على أحدث ابتكارات الأعمال التي تساعدهم على الارتقاء بسوق النشر وتنميته في دولة الإمارات والمنطقة.
وحث راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، الناشرين على التعاون مع مجموعة "نيلسن" لتسهيل عملية الدراسة والبحث بما يسهم في إنجار المشروع، الذي يصب في مصلحة الناشر الإماراتي من خلال معرفة مكانة السوق المحلية في سوق النشر العالمية، مؤكداً المحافظة على سرية المعلومات التي يقدمها الناشرون لإنجاح المشروع.
وركزت الورشة على دور البحوث والبيانات في تطوير صناعة الكتاب الإماراتية، حيث أطلعت جمعية الناشرين الإماراتيين المهتمين في سوق النشر المحلية على رؤيتها ودراساتها التي بينت أن الناشرين العاملين في دولة الإمارات يستطيعون الاستفادة من تجميع البيانات والبحوث الاستبيانية للمساعدة في تعزيز عمليات تسويق وتوزيع وقياس مبيعات منتجاتهم.
واستعرض أندريه بريدت، المدير الإداري في المجموعة وجيرمي نيتي، مدير البحوث ومؤسس "نيلسن بوكسكان العالمية"، مع المشاركين في الورشة أطر العمل البحثي، وركائزه الأساسية، كما تعرفا من خلال تفاعلهما مع الناشرين على التحديات الرئيسة التي تواجه سوق النشر المحلي، ومتطلبات تنمية أعمال الناشرين من ناحية البيانات والبحوث.
وقدّم بريدت وجيرمي أمثلة ومعلومات عن الأسواق التي تم تنفيذ خدمات "نيلسن بوكسكان العالمية" فيها، متناولين عدداً من المواضيع كتجميع البيانات الوصفية والجودة، والبحوث الاستبيانية، ونظام تتبع المبيعات.
بريدت إلى عدة طرق لجمع البيانات في السوق المحلي سواء من خلال سوق التجزئة وأرقام المبيعات بشكل عام ونوعية الكتب الأكثر مبيعاً، وبيانات سوق الجملة و مسوحات الكتب في السوق، إضافة إلى مسح البيع في المهرجانات الخاصة بالكتب، وإجراء استبيانات تخص استيراد الكتب، موضحاً أنه من خلال هذه الطرق يمكن الوصول إلى فهم واقع السوق وبالتالي تستطيع دور النشر وضع سياساتها في هذه الصناعة لدعمها وازدهارها.
وقالتإيمان بن شيبة،مدير دار سيل للنشر: "تكمن أهمية مشروع جمع البيانات وتنظيمها، في دعم صناعة النشر بدولة الإمارات العربية المتحدة، والنهوض بها إلى مستويات أعلى، وخصوصاً أن هذا المشروع حقق النجاح في الكثير من الدول الأجنبية التي نفذ بها".
وأضافت "عندما يمتلك الناشر الإماراتي معلومات عن مبيعات الكتب ونوعية الكتب التي تحظى باهتمام القراء، من خلال مشروع جمع البيانات، يستطيع عندها التفاعل مع سوق النشر بشكل أكبر وإنجار حملات تسويقية للكتب التي تلاقي رواجاً أكثر".
بدورها، ذكرت الدكتورة اليازية خليفة السويدي، مدير ومؤسس الفُلك للترجمة والنشر: "إن قطاع صناعة النشر بحاجة إلى قاعدة بيانات لاتنحصر على معلومات المبيعات والتسويق، بل معلومات حول محتويات الكتب (معلومات بيبليوغرافية) لأنها تساعد صُناع القرار في قطاع النشر على معرفة نوعية الكتب المطروحة وتفاعل الجمهور معها، كما يساهم في التعريف بالكتاب الإماراتي عالميًا".
وأكدت أن تسجيل المعلومات البيانية للكتاب بمهنية مع الترقيم الدولي، يسهل وصول المتخصصين العالمين والباحثين عن محتوى عربي إليها، مشيرة إلى أن مثل هذه المشاريع تحقق أهدافها إذا تعاون الناشر والموزع في توفير هذه المعلومات.
وتُعدّ "نيلسن بوكسكان العالمية"، التابعة لمجموعة "نيلسن"، واحدة من أكبر شركات خدمات صناعة النشر وتزويد بيانات مبيعات الكتب في العالم، إذ توفر خدماتها لأبرز مراكز النشر العالمية في المملكة المتحدة، والمكسيك، والهند، وجنوب أفريقيا.
يُذكر أن "جمعية الناشرين الإماراتيين" تأسست عام 2009، بجهود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، بهدف خدمة وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة والارتقاء به، والنهوض بدور الناشر من خلال برامج التأهيل والتدريب التي ترفع كفاءته، وتعمل الجمعية على رعاية العاملين في قطاع النشر بالدولة، وتحسين شروط المهنة والقوانين الخاصة بها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية بالنشر داخل الدولة وخارجها.