«عقود النشر بداية كل علاقة ناجحة بين الكاتب والناشر»، هو عنوان الجلسة التي نظمتها جمعية الناشرين الإماراتيين وعقدت صباح أمس في قاعة أمواج، فندق إنتركونتننتال فيستفال دبي، ضمن الدورة 11 لمهرجان طيران الإمارات ونظمتها جمعية الناشرين الإماراتيين، وشارك فيها الناشرون: ناصر عاصي عضو مجلس إدارة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، وإيمان بن شيبة رئيسة تحرير المجلة الرقمية الإماراتية «سيل»، وروان دباس وأدارتها الإعلامية البريطانية إليسون ويليامز.
طرحت الجلسة أفضل السبل، حول معرفة حقوق كل من المؤلف والناشر، وركزت على ضرورة وجود عقود نشر واضحة تضمن هذه الحقوق في كافة أشكال النشر الورقي والمسموع والإلكتروني، حيث أكد ناصر عاصي، ضرورة الاهتمام بعقود النشر وتوضيح بنودها التي تضمن حقوق المؤلف والناشر على حد سواء، كما يجب أن تتضمن ملاحق لكل ما يطرأ من مستجدات على عملية النشر، وقال عاصي «النشر اليوم يتخطى الحدود الجغرافية، ويجب علينا كعرب، أن نكون على صلة بكل ما يحدث في العالم في تطورات بشأن صناعة الكتاب».
وتحدثت إيمان بن شيبة، ومن واقع مسؤوليتها في النتاج الرقمي الإلكتروني والسمعي عن هذا الحقل الشائك، من حيث الاتصال بالناشرين في ضوء عقود نشر واضحة، تضمن حقوق طرفي عملية النشر، بما في ذلك الكلف المادية المتفق عليها، وفرقت بين الورقي والإلكتروني، معتبرة أن اتفاقيات النشر الإلكتروني تتطلب في معظم الأحيان صيغاً مختلفة، حيث أكدت، أننا ما زلنا في بدايات الطريق، وأن مستجدات السوق تتطلب وعياً بتوفير ضمانات حقوقية، خاصة في ما يتصل بحقوق المؤلف الذي يجهل تفاصيل هذه العملية، كما تحدثت عن كثير من شروط الاتفاقات المبرمة بين المؤلف والناشر، والتي كثيراً ما تتعرض للانتهاك من قبل طرفي عملية النشر.
بدورها تحدثت روان دباس عن قضايا ما زالت عالقة بين المؤلف والناشر، وتنم عن جهل بمعرفة الحقوق، كما أشارت إلى عدم التزام كثير من الدول العربية بحقوق الملكية الفكرية، وأكدت أننا مطالبون بمعرفة هذه الحقوق، وعدم وضوحها عندنا يعبّر عن ضعف بمسؤوليتنا كناشرين ومؤلفين، في صياغة عقود نشر تضمن كافة الأطراف، وأكدت ضرورة وجود عقد تحريري واضح، يبرز تفاصيل العلاقة بين الناشر والمؤلف، حيث كثيراً ما يتعرض أحد الأطراف إما لسوء فهم أو استغلال واحتكار الطرف الآخر، وأن الخروج من هذه المشكلات يتطلب نصوصاً واضحة، وبلغة مفهومة، تحدد فيها شروط ومعايير عملية النشر، وحقوق الأطراف من الألف إلى الياء.
كما عقدت مساء أمس الأول ضمن فعاليات المهرجان جلسة بعنوان «النشر من جديد: آليات الترجمة»، وشارك فيها كل من: نيل هويسون، وثاليا سوزوما، وبسام شبارو، وأدارها ديفيد بيري.
تطرقت الجلسة إلى موضوعات التوكيل الأدبي والترجمة والنشر، وطرحت أسئلة، حول أبرز القرارات التي تؤثر في عملية الترجمة والنشر، والتحديات الرئيسية التي تواجه الترجمة وأفضل الطرق لنجاح آلياتها.
فرق بسام شبارو، بين الترجمة من خلال الإنترنت خاصة في المواد التي تتطلب معرفة بسيطة في مواد العلوم المختلفة، وبين الترجمة الأدبية خاصة في مجال الأعمال الروائية، وأوضح أن علينا كناشرين أن نكون على قدر من الوعي بمسؤولية الترجمة، وأن نعطي قدر الإمكان، المعاني والدلالات التي يعكسها العمل الأدبي، وأن يكون المترجم خبيراً بثقافة الآخر وإحساسه.
بدورها تحدثت ثاليا سوزوما، عن تجربتها في ترجمة كثير من الأعمال العربية إلى اللغة الإنجليزية، معتبرة أن اختيار المترجم الجيد هو التحدي الأبرز، وأن لديها قائمة بأبرز المترجمين من واقع خبرتها في هذا الميدان، معتبرة أن اللقاءات التي تجمع بين المؤلف والمترجم والناشر، تعتبر من أفضل الوسائل لإنجاز ترجمة واعية، تضيء على النص والأفكار التي يحملها.
بدوره تطرق نيل هويسون، إلى تفاصيل ما يحصل في الترجمات الإنجليزية إلى العربية، من واقع خبرته كمختص باللغات في إنجلترا وكذلك خلال منصبه كمدير مشارك لبرامج التحرير بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إلى جانب تدريسه للغة الإنجليزية في مصر، اعتبر هويسون أن علاقاته المباشرة مع كثير من المترجمين ومعرفته بقدراتهم، هو الفيصل في اختيار ترجمات أفضل.
وتضمنت فعاليات برنامج النشر ليوم أمس جلسات أضاءت على أبرز الاستراتيجيات الواجب اتباعها في بيع الكتب، كما هو في ورشة المهارات الأساسية لبثينة العيسى، التي أكدت أن مثل هذه الاستراتيجيات تضمن ترويجاً أفضل لكافة أشكال بيع الكتب.
وتضمن البرنامج أيضاً جلسة بعنوان «النشر الرقمي: التنافس على جذب اهتمام القارئ» وحاضر فيها شادي الحسن، وإيمان بن شيبة، وطارق البلبل، وأضاءت الجلسة على ما بات حاضراً بقوة في سوق النشر الإلكتروني في مقابل ضرورات الحفاظ على المحتوى، ورفع سوية المنتج الفكري، وفي ذات الإطار عقدت جلسة متخصصة حول أهمية التحرير الأدبي، وانعكاسات ذلك على مشهد النشر في العالم العربي، وحاضر فيها كل من: عبد الوهاب السيد الرفاعي ونبيهة محيدلي وأليسون وليامز.
- See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/1a232b76-23c7-422c-864e-cb438ce95256#sthash.LegW1Q4V.dpuf